مصطفى الفن

ونحن نتحدث عن ضرورة تحصين مهنة الصحافة لا ينبغي أن ننسى أن بعض المعاهد الصحفية الخاصة هي أيضا مطالبة بالانخراط في هذا “الورش المقدس”.

نعم، ينبغي الاعتراف بأن بعض هذه المعاهد الصحفية شريكة فعلية في تخريج العديد من “العاهات الصحفية” وفي تلويث السمعة غير الطيبة لهذه المهنة.

وليس في هذا الأمر أي مبالغة لأن هذه المعاهد، بدافع الجشع، أغرقت المهنة بضحايا الهدر المدرسي ومن لا شواهد لهم أو الذين غادروا الدراسة بلا شهادة البكالوريا.

ولا أريد أن أتحدث أيضا عن مستوى التكوين ومستوى المكونين في هذه المعاهد رغم التكلفة المالية العالية التي يؤديها هؤلاء الطلبة من جيوب آبائهم وعائلاتهم.

ولقد شاهدت بأم عيني “أساتذة” يمتهنون تدريس الصحافة لا فرق عندهم بين الجنس الصحفي والجنس بين الرجل والمرأة.

وأنا لا أمزح هنا لأن “المكونين” في هذه المعاهد يحتاجون فعلا إلى عقود من التكوين قبل أن يقفوا أمام الطلبة لتدريس تقنيات التحرير الصحفي والأجناس الصحفية.

ولأن “مكوني” هذه المعاهد يحتاجون إلى سنوات من التكوين، فقد سمعنا أن “أستاذا” قضى أسابيع طويلة في شرح محددات “الاستطلاع الصحفي” لطلبته.

وعندما “أحس” سعادة “الأستاذ” أن الطلبة “فهموا” وزيادة هذا الجنس الصحفي عاد ليدعوهم إلى ضرورة الاستعداد الجيد لجنس صحفي جديد اسمه “الربورتاج”!.

يا له من هم، ولكنه هم مضحك على كل حال.

أقول هذا ولو أن بعض هذه المعاهد ينبغي أن تغلق ما لم “تتلاءم” مع منطوق هذه القيمة الكونية: “ولقد كرمنا بني آدم”.

وأول “معهد صحفي” ينبغي يغلق ربما هو ذاك الذي يشبه سجن “أبوغريب” بشارع رحال المسكيني بالدار البيضاء.

أتذكر أني أول مرة وجدت نفسي داخل هذا المعهد/الزنزانة الموجود في قبو تحت الأرض، أصبت بالرعب وشعرت بفوبيا الاختناق.

وأعتذر لكم أصدقائي إذا قلت لكم إني أكاد لا “أحترم” بعض الذين درسوا في هذا “السجن”.

نعم أكاد لا أحترمهم لأنهم رضوا أن يدرسوا في قبو يذكرهم بالموت وأهوالها لا بالحياة ونعيمها دون أن ينتفضوا ضد هكذا وضع مهين للكرامة الآدمية.

المثير أن صاحب هذا المعهد أو صاحبتها بالأحرى تملك إمكانية إقامة معهد يليق بكرامة الصحافيين لكنها لم تفعل.

وأكيد لن تفعل ذلك أبدا، والسبب ألا أحد من الطلبة الصحافيين احتج على هذا الوضع غير الآدمي.

وأقف عند هذا الحد ولا أزيد لأن لي العديد من الأصدقاء الرائعين في هذه المعاهد “الجشع” باطروناتها.

بقي فقط أن أشكر الأستاذ عبد الوهاب الرامي وزملاءه في هيئة التدريس بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط.

نعم لابد أن أشكر الرامي ومن معه في هذا المعهد لأنهم يرسلون إلى المؤسسات الإعلامية صحافيين جاهزين يشرفون المهنة وأهلها.

التعليقات على مع كرامة الصحافيين ضد “جشع” باطرونات المعاهد الصحفية مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…