مصطفى الفن

عاتبني بعض الأصدقاء لأني نزعت الصفة الصحفية عن زميلتنا حنان رحاب في تدوينة سابقة  على فايسبوك.

واستندت في هذا الأمر إلى أن الصديقة حنان هي اليوم برلمانية وتعيش من البرلمان ولم تعد تعيش من مهنة الصحافة.

هؤلاء الذين عاتبوني قدموا مبررات غير مؤسسة لأن تمثيل المواطنين في البرلمان، في نظرهم، ليس وظيفة.

إنه مهمة.

وفعلا إن الأمر كذلك. وهو ما يعني، وفق هذا الفهم الفوضوي لمدونة الصحافة والنشر، أن الرئيس الحالي لمجلس النواب السي الحبيب المالكي صحافي والوزير الفلاني صحافي.

بل حتى أعضاء الحكومة يمكن أن يكونوا صحافيين ولا عائق قانوني يمنعهم من تمثيلنا في المجلس الوطني للصحافة المرتقب.

نعم يمكن لهؤلاء جميعا إذا سايرنا هذا الفهم الفوضوي للقانون أن يكونوا صحافيين لأن الانتماء إلى وزارة هو مهمة وليس وظيفة.

وهذا لعمري هو العبث بكل أركانه أن تصبح الهيئات المهنية للصحافيين مجرد امتداد عضوي للدفاع عن مشاريع الأغلبية الحكومية.

هذا غير معقول ولا أخلاقي ولا قانوني.

وقد حصل هذا عندما دافع برلمانيو الاتحاد الاشتراكي في لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب عن توجهات الحكومة في تغول النيابة العامة.

ولا أعتقد أننا في حاجة اليوم إلى الاستعانة بخبراء قانونيين لنعرف من هو الصحافي المهني.

الأمر بسيط للغاية. ويكفي أن نعيد قراءة المادة الأولى من القانون الأساسي للصحافيين المهنيين لنتأكد من هذه الحقيقة: الجمع بين الصفة البرلمانية والصفة الصحفية غير ممكن إلا بالتضحية بإحدى الصفتين.

المادة الأولى من هذا القانون تعرف الصحافي المهني المحترف على أنه هو “كل صحفي مهني يزاول مهنة الصحافة بصورة رئيسية ومنتظمة.. ويكون أجره الرئيسي من مزاولة المهنة”.

نعم الأجر الرئيسي محدد في الانتماء إلى مهنة الصحافة.

ولا أعتقد أن الحبيب المالكي، مدير نشر جريدة الاتحاد الاشتراكي ورئيس مجلس النواب، يعيش الآن من جريدة الحزب، وهو يتقاضى راتبا يفوق راتب رئيس الحكومة نفسه.

أتمنى ألا يستمر هذا الوضع الشاذ داخل هذه المؤسسة الإعلامية الحزبية أو غيرها من المؤسسات المماثلة خاصة أن الاتحاد يتوفر على صحافيين وازنين مثل يونس مجاهد وعبد الحميد اجماهري ولحسن لعسيبي وغيرهم كثيرون…

فلماذا لا تسند مثلا إلى واحد من هذه الأسماء المعروفة بانتمائها للمهنة إدارة نشر الجريدة مكان المالكي؟

نعم هذا ممكن إذا انتصرنا على أمراض الذات لتكون السيادة لروح القانون وليزول هذا الخلط المدمر للمهنة وليظل الصحافي صحافيا وليس عضوا في حكومة تعتقل الصحافيين.

بقي فقط أن أعود لأقول مرة أخرى. الصحافي صحافي والبرلماني برلماني والحبيب المالكي هو رئيس مجلس النواب وليس صحافيا.

التعليقات على حتى لا يصبح الصحافي وزيرا في حكومة تعتقل الصحافيين مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…