الفيديو المنسوب إلى مزوار.. ثلاثة ملاحظات وثلاث أسئلة عالقة

محمد نوفل عامر

فيديو السيد مزوار ومن معه (إن ثبتت صحته طبعا) يطرح ثلاث أسئلة مقلقة وثلاثة ملاحظات:

الملاحظة الاولى: الذي أخذ الصور والفيديو موجود هو الأخر في حانة ليلة أي انه نال نصيبه من الذنوب.

الملاحظة الثانية: عدم وضوح الصورة ومعرفة الجالسين والروابط العائلية التي تجمعهم هل هم أصدقاء إلى غير ذلك وبالتالي الحديث عن الموضوع من مقاربة أخلاقية غير ذي موضوع.

الملاحظة الثالثة: توقيت صدور الفيديو وتزامنه مع الخطاب الملكي الذي وجه رسائل قوية لأصحاب الأقوال بدل الأفعال لمن تحكمهم المصلحة الخاصة قبل مصلحة الوطن… يعني ما يعنيه… وبالتالي التوقيت يعني الغرض منه تغطية الإخفاقات في ظل زوبعة الحملة الانتخابية المسعورة التي يعرفها المغرب على أبواب استحقاقات 7 أكتوبر القادمة…

أما الأسئلة التي يطرحها الموضوع:

السؤال الأول: الصورة النمطية التي يطرحها المجتمع عن السكارى، فقد تجد احد السكرانين ينتقد هو الآخر السكارى أو قد تجد من سبق له شرب الخمر وينتقد اليوم السكارى بعد إعلانه التوبة فرغم أن شارب الخمر لم ينص القران الكريم ولا أي حديث شريف على حكم شربه فالمائة جادة هي اجتهاد لسيدنا علي كرم الله وجهه جاء بناء على قياس في حين نحن نقبل بالكذب الذي نفى الرسول ص أن يكون من صفات المسلمين ونقبل بالمنافقين الذي هم أسفل سافلين في نار جهنم ونقبل بخائني الأمانة والعهد رغم ان الرسول ص قال لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له (وجهة نظر شخصية للمسألة الدينية).

السؤال الثاني: تسويق وجهة نظر محافظة عن علاقة الحياة الخاصة للفاعل السياسي بعمله المجتمعي العام… فلا يهمنا اليوم هل الفاعل السياسي يصلي أم لا أو هو سكير أم لا. ما يهمني هو ما الذي يحققه من منجزات لصالح الوطن والمواطنين فالحياة الخاصة للجميع مقدسة لا يمكن أن تصبح محط لغو وحديث العامة… أو محط انتقاد… فالبعض يحاول تغطية إخفاقاته السياسية من خلال الكشف عن تفاصيل الحياة الخاصة للآخرين… دعونا نناقش تفاصيل عمل مزوار وما حققه للخارجية المغربية.

السؤال الثالث: تصفية الحسابات السياسية من خلال الكشف عن تفاصيل الحياة الخاصة… هذا الأسلوب القديم الجديد هو أسلوب مبتذل للفاعلين الذين تنقصهم الحجة والفكرة والمشروع وتنقصهم الحكمة والكفاءة لتحقيق المنجزات على ارض الواقع.

خلاصة القول ما يجمعنا بأي مسؤول حكومي هو حياته العامة لكن حياته الخاصة لا تهمنا في شيء إلا إذا حاول استغلال الحياة العامة لتعزيز الخاصة لنكون أمام استغلال للنفوذ وحالة للفساد.

*محمد نوفل عامر عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال ورئيس الرابطة المغربية للشباب من اجل التنمية والحداثة