انتقد حسني عبيدي، مدير مركز الأبحاث حول العالم العربي والمتوسط، في جنيف، الاتفاق الذي احتضنته مدينة الصخيرات المغربية، بين الفرقاء الليبيين . وقال عبيدي، في حوار مع جريدة الخبر الجزائرية، إن المبعوث الأممي برناردينو ليون “كان مستعجلا في إبرام اتفاق الصخيرات، رغم علمه المسبق بأنه لن يكون كافيا لإعادة الاستقرار إلى ليبيا. هو لم يجمع كل الأطراف”.

وأضاف الأكاديمي من أصول جزائرية قائلا: “لا يجب أن ننسى بأن التدخل الأجنبي وبخاصة حلف الأطلسي، هو الذي أطاح بالقذافي، كما أن الجزائر تصر على أن أي حل لا يقوم على مقاربتها التي تدعو إلى لم شمل كل الليبيين حول هذا الحل، لا يمكن أن يحظى بتوافق داخلي. والأهم من ذلك، الجميع يعلم أن كلمة الجزائر مسموعة من الأغلبية الساحقة من القوى والفعاليات الليبية، التي تثق في نواياها ومتأكدة من أنه ليس للجزائر أي أطماع في بلدهم”.

وقال عبيدي إن “فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، تريد تفعيل اتفاق الصخيرات وتريد حكومة ليبية تعطي الشرعية لتدخله العسكري. بينما تريد الجزائر اتفاقا مقبولا من جميع الأطراف”.
واعتبر عبيدي أن الجزائر “لم تستطع ترجمة خبرتها إلى قوة دبلوماسية ضاربة”. مضيفا بأن الجارة الشرقية للمغرب “تعلم بأن ليبيا التي هي عمقها الحيوي، في حال أي تدخل أجنبي، ستكون المنطقة الرخوة بالنسبة للأمن القومي الجزائري، وتداعياته السياسية والإنسانية والأمنية ستتجرعها الجزائر بشكل أكبر”.
وأضاف عبيدي بأنه “لحد الآن، التدخل مر بمرحلتين، الأولى أنه منذ صيف 2015 بدأت تصريحات فرنسية تنادي إليه، للتصدي لنزوح اللاجئين وتدمير معسكرات تدريب الإرهابيين. أما المرحلة الثانية، فهي تتحدد باتفاق الصخيرات، والذي اجتهد الغربيون في الدفع به بغية إنشاء حكومة ليبية لتوفير الغطاء لأي ضربات في العمق الليبي، وخاصة في المناطق الخارجة عن السيطرة، والتي تتواجد فيها مراكز تدريب إرهابيي تنظيم داعش، رغم أن المعطيات تشير إلى أن عدد المقاتلين الليبيين في داعش ضئيل جدا وغالبية عناصره هم من الأجانب”.

مضيفا أن “شعورا بالقلق يتملك الأوروبيين من أن تصير بعض مناطق ليبيا عاصمة احتياطية لتنظيم داعش في شمال إفريقيا، وهو ما يعني أن الخطر الداهم يوجد على أبواب أوروبا، لذا هم يصرون على التدخل عسكريا”.

يذكر أن جريدة الخبر الجزائرية عنونت حوارها مع حسني عبيدي، مدير مركز الأبحاث حول العالم العربي والمتوسط، بـ: “الجزائر تجني أشواك اتفاق الصخيرات”.

التعليقات على خبير دولي: الجزائر لم تجن إلا الأشواك من اتفاق الصخيرات مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…