ربيع بلهواري

بعد مرور أكثر من ستة عشرة سنة على رحيل الملك الحسن الثاني تنبثق بين الفينة والأخرى شهادات وروايات توثّق لعظمة وعبقرية ملك نال احترام المغاربة وتقدير العالم أجمع خصوصا فيما يتعلّق منها(هذه الحكايات) بالمجال الفنّي الذي يُعدّ حسب العديد من مؤرّخي المغرب الحديث هو الجانب الإبداعي الأكثر تميّزا في حياة الرّاحل الذي قال في كتابه التحدّي أنّ والده الملك محمّد الخامس سبق له وأن خيّره بين ولاية العهد ومتابعة مسيرته الموسيقية، كما اقتبست إحدى الصّحف قوله: “لو لم أصبح ملكا لأصبحت موسيقيا”.

يحكي الحاج يونس أن الملك الحسن الثاني طلب منه عزف كونشيرطو “أران خويث” ( Le Concerto d’Aranjuez)، وكان يحفظها عن ظهر قلب إلى درجة أنه لا يمكنك أن تعزفها في حضرته وترتكب أبسط خطإ، وما هذه إلا مجرد إشارة لالتصاق الملك الحسن الثاني بالفن. آنذاك قام الملك بتغيير في القطعة وأدخل فيها مقاما عربيا.

وفي مرة أعجب بعزف الحاج يونس فقال له: “أنا أريد أن أكرم هذه الآلة (العود)، وعليك التفكير في صيغة لتكريمها”، فاقترح الحاج يونس إحداث مهرجان في مدينة مغربية خاص بالآلات الوترية وآلة العود، وهذا ما كان، ولازال مهرجان تطوان حيا إلى حد الآن، وبعد مرور زهاء ثلاثة أشهر، اتصل الملك الحسن الثاني بالحاج يونس وقال له: “لقد كرمت آلة العود بطريقة خاصة، فماذا تظن أنني فعلت؟”، فأجبه الحاج يونس: “لا أعرف يا مولاي”، فرد عليه الملك: “اذهب إلى بنك المغرب بالرباط، ستجد الوالي في انتظارك وخذ من عنده ورقة من فئة عشرة دراهم وستجد فيها آلة عود”. ولما اطلع الحاج يونس على الرسم أبدى ملاحظة أغضبت الملك، إذ قال: “يا مولاي العود المرسوم على الورقة النقدية به 12 لولبا فهو شرقي، أما العود المغربي فله 11 لولبا فقط”، غضب الملك على الذي رسم ذلك العود، فأمر بإعادة طبع ورقات جديدة بعود مغربي، وهذا ما كان، وهو أمر لم ينتبه له إلا بعض المغاربة القلائل فقط.

 

التعليقات على عندما عدّل الحسن الثاني العود المرسوم في ورقة نقدية بملاحظة الحاج يونس مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…