مصطفى المعتصم

قراصنة الاقتصاد كما سماهم جون بيركينز John Perkins في كتابه Confessions of an Economic Hit Man “الاغتيال الاقتصادي للأمم: اعترافات قرصان اقتصاد” (وكان يتحدث عن نفسه باعتباره قرصان اقتصاد) يتحدث عن صفوة من الخبراء المرتبطين بالبنك الدولي ويتلخص دورهم في توريط الدول الدائنة في مشاريع اقتصادية وبرامج تؤدي إلى افلاسها قصد التحكم فيها ووضع اليد على خيراتها.
بعبارة أخرى هم يشجعون تحت تسمية الخبراء وكبير الخبراء دوا مثل دولتنا على الاستدانة من أجل الاستثمار في مجالات غالبا ما تكون فقاعات اقتصادية لا تلبث أن تنفجر في وجه من استثمر فيها!
هؤلاء الخبراء الكبار مهمتهم بيع الوهم، بيع القرد كما يقول المغاربة ثم يضحكون على من اشتراه. فكم من قرد باعوه للمغرب وكم من مرة ضحك علينا هؤلاء القراصنة.

يوم الأربعاء 2017/05/17 خرج عليناالسيد بير شوفور، كبير الخبراء الاقتصاديين بمكتب البنك الدولي بالمغرب ومنسق التجارة الاقليمية بالشرق الأوسط وشمال افريقيا، ليقول “إن عملية المغادرة الطوعية التي أوصى بها البنك الدولي المغرب من أجل تخفيض كتلة الأجور كانت خطـأ ولم تحقق ما كان مرجوا منها”، وأن “العملية كانت تهدف الى إعطاء دماء جديدة بالإدارة المغربية وتخفيف الضغط عن الميزانية، لكن اتضح أن النتائج جاءت معاكسة، إذ ان العملية أدت، في نهاية المطاف، الى مغادرة الاطر العليا المؤهلة ما أفرغ الإدارات من الكفاءات”.
من جهته اعتبر شانتا ديفاراجان، رئيس الخبراء الاقتصاديين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقا، لدى البنك الدولي، أن الخطأ وارد في تقديرات الاقتصاديين وأن المطلوب هو الاستفادة من الأخطاء وإصلاح المسارات.

أنا لا أتهم هذين الخبيرين الكبيرين بأنهما من قراصنة الاقتصاد، فقد يكونا ممن قاموا بنقد موضوعي لإجراء شجع عليه البنك الدولي المغرب ولم يعد علينا سوى بالخراب ، ولكن أقول أني أميل إلى اعتبار الوزير المغربي – محمد بوسعيد- الذي تحمس لهذا المشروع واعتبره المنقذ من الغرق، من “فتية الشيكاغو ” Chicago Boys” أو على الأقل هو من المتأثرين بمدرسة ميلتون فريدمان وهؤلاء في نظري يجب الانتباه إلى أدوارهم أكثر مستقبلا .

نحن اليوم على مشارف تعويم العملة وهذا ديدن فتية الشيكاغو في كل بلد أصبحوا فيه من ذوي النفوذ والقرار الاقتصادي وأتوجه بالمناسبة إلى أعلى سلطة في البلاد لأقول إن جل إن لم نقل كل الدول التي سلكت هذا المسلك من دون أن تكون لها مقومات اقتصادية كبيرة ومن دون أن تكون قادرة على استعمال التكنولوجية المتقدمة لانتاج الثروة، قد أفلست أو كادت وغرقت في المشاكل الاجتماعية.

والمعذرة من المرحوم محمد عبدالوهاب على التعسف في تحويري أغنيته الجميلة :”يا ورد من يشتريك؟” إلى “يا قرد من يشتريك؟”.

 

 

التعليقات على يا قرد من يشتريك؟ مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…