نبيل لحلو          

المغرب، اليوم، ليس في حاجة إلى برلمان يدخله برلمانيون وبرلمانيات جلهم وجلهن جهلة لا يعرفون فنَّ وجمالية البلاغة حيث خطب أغلبيتهم تجعل المواطن يكره اللغة العربية واللغة المغربية.

اليوم، المغرب في أشد الحاجة إلى ثورة هادئة وشاملة وجميلة لإخراج البلاد من التخلف والجهل والفقر والفساد والاستبداد والطغيان والاحتقار حتى يستيقظ هذا الشعب المغربي المقهور، حاني الرأس والظهر، من نومه اللانهائي، هذا النوم-التنويم الذي نزل عليه منذ مجيء ادريس الأول إلى بلاده، بلاد البرابرة سكان المغرب الأولون.

فإذا كان زواج ادريس الأول مع الآنسة كنزة – التي تجاهل التاريخ الى يومنا هدا من أي عائلة بربرية تنحدر –  يؤرخ لتوحيد العرب والبرابرة، فـ”فوزكم” و”فوز” حزبكم في انتخابات 2011، واختياركم من قبل جلالة الملك لرئاسة الحكومة، لم يكن أمرا سهلا بالنسبة لكم لتكوين حكومة تترأسونها كإسلامي سبق له أن رضع من “بزولتي”  اليسار والاشتراكية العالمية. وعكس ادريس الأول الذي لم يتزوج سوى كنزة لتمكينه من بناء حكمه، اضطررتم انتم أن تطلبوا  لزواجكم الأول يد حميد شباط  ويد امحند العنصر ويد نبيل بنعبدالله، لتكونوا حكومة لا تحكم لأن الذي يحكم البلاد ويسير كل امورها هو الملك، كما قلتموه البارحة وتؤكدونه اليوم بمناسبة حملاتكم الانتخابية التي تجعلكم تنفجرون بكاء كلما صاحت حناجر الناس البسطاء، الذين يأتون لتجمعاتكم،اسمكم، الشيء الذي يزيدكم ثقة في النفس لدرجة تجعلكم تشعرون بأن لا فرق بينكم وبين السيد طيب رجاء اردوغان رئيس الجمهورية التركية، الذي طالب من الشعب التركي أن يخرج إلى الشوارع للتصدي للانقلابيين العسكريين والمدنيين. وها انتم تقولون، وكأنكم واثقون بالفوز بالدرجة الأولى في انتخابات 7 اكتوبر المقبل، بأنكم ستلجؤون إلى الشعب إذا ما فشلتم في تكوين حكومتكم الثالثة بمناسبة ولايتكم الثانية.

وعندما طلب حميد شباط الطلاق منكم كان عليكم ان تلجؤوا إلى الشعب عوض أن تطلبوا يد صلاح الدين مزوار الذي كنتم تقولون عنه إنه رئيس حزب صنعه المخزن و”ما فيدوش”. وأنتم، من جعل من طائفتكم حزبا وسمح له بالوجود؟ الدكتور الخطيب أم البروفسور- الكومسير ادريس البصري؟

بالأمس القريب سمعتكم تذكرون خصومكم السياسيين بان انتصاركم وفوزكم في انتخابات 2011 جاء بفضل الله وبإرادة الله. فالله الذي اختاركم كما تقولون لتسيير أمور البلاد يبدو أنه ترككم لوحدكم أمام استبداد التماسيح والعفاريت وحكومة التحكم، لدرجة أنكم أصبحتم تشتكون وتبكون وتتوسلون. أصبحتم حزبا فارغا من محتواه الذي بني فقط على الشعار، شعار: العدالة والتنمية. أين هي العدالة وأين هي التنمية؟ طوال حكمكم الفارغ هو الآخر من محتواه- بما أن الملك هو الوحيد الذي يحكم البلاد والعباد- لم يمتلك أي واحد من وزراء حزبكم الشجاعة لتقديم استقالته كوزيركم الرباح الذي  خسر رهانه المتعلق بسياسة تفويت الكريمات على شتى أنواعها. والرباح هذا، ورث منكم “الجبهة” و”السنطحة”.

فهل تخليتم عن الله أم تخلى الله عنكم لأنكم قبلتم التحالف مع أحزاب كنتم تصفونها بأ،ها فاسدة ومفسدة ولا مصدقيه لها؟

بالأمس غير البعيد سمعتكم تصيحون باللهجة المغربية: “حنا عندنا الله وهم عندهم…”، دون أن تكون لكم الشجاعة لإتمام جملتكم. في هذا الصدد وجهت لكم رسالة مفتوحة قلت لكم فيها: اتركوا الله إنه رب العالمين وكفوا عن الاتجار باسم الله والدين.

اليوم، الحقيقة المرة واليائسة، والتي يعرفها كل مغربي يملك ما تيسر من القدرة على التفكير والتحليل والتصور، هو أن اختياركم لتركبوا حكومتين مركبتين من أجناس مختلفة ومتناقضة، سياسيا وفكريا واقتصاديا ودينيا، جاء، كما تعرفونه جيدا، لإرضاء مطالب غربية واميركية وخليجية، طبقا للرؤية المخزنية الجهنمية التي تحكم البلاد، منذ أن تزوج ادريس الأول كنزة البربرية. فلا حول ولا قوة إلا بالمخزن الذي تعلم على يد الماريشال هوبير اليوطي، صانع الملكية الحالية المدينة لفرنسا، كيف يحكم البلاد ويتحكم في العباد ويتفنن في تروض الأحزاب وإسكاتها بإغرائها بكل الامتيازات.

هل بلادنا لا زالت  في حاجة إلى لعبة الانتخابات وقد مرت 63 سنة على عودة الملك محمد الخامس إلى عرشه، عودة  تحققت بفضل الكفاح المسلح للمقاومة وجيش التحرير والتضحيات البطولية للشعب المغربي هذا الشعب الذي لم تتحسن معيشته ولا يظهر ازدهار على ملامحه ولا رفاهية في داره. شعب لا يزال ليومنا هذا يعيش القهر والفقر والجهل والتخلف  والاهانات والتعنيف والفوارق الاجتماعية و الطبقية.

وحدها ثورة جميلة ضد الجهل والفقر والتخلف الديني والفكري من  شانها أن تخرجنا من اليأس والبكاء إلى السعادة  والضحك.

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات على بنكيران.. من مضحك عام إلى بكّاي عام مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…