1- المعقودة الجهادية

بائع المعقودة السلاوي الذي وضع على باب محله لافتة تُحرِّم على النساء دخول محله والجلوس على مقاعده، وأثار حربا فايسبوكية انتهت بخراب تجارته.. لم يقم في الحقيقة إلا بتطبيق وصية مولانا عبد الله بن عمر ابن الخطاب، الذي نهى عن جلوس الرجل مكان المرأة قبل انقضاء وقت كافٍ لكي يتخلص المكانُ من حرارة أردافها، سدا للذريعة ودرءا للفتن.
المغاربة، من الدشيرة الجهادية إلى مقابر المجاهدين في قبائل اغمارة، يجاهدون في النساء، بأيديهم وألسنهم إلا قلوبهم؛ فالمرأةُ، عندنا، كما عند جمهور المسلمين، تَحمِل ولا تُحمَل: تَحمِل وِزر الخطيئة الأولى التي طُردنا بسببها من الجنة. تَحمِل الرجل في السرير ولا يَحملها حفاظا على رجولته. تحمل اسمه كنوع من الحداثة الانتقائية. تَحمِل نُطفته في أحشائها، وأطفاله في بطنها وفوق ظهرها. وهي حمالة الحطب طبعا… على ذكر حمالة الحطب، مازال أهالي قريتنا الجبلية يحكون عن عمي العياشي الذي دق باب جاره ذات ليلة، ليطلب منه بكل تلقائية أن يعيره زوجته افطيمو لتحمل عنه أكوام الحطب، فجراً، من الغابة المجاورة، لأن زوجته أصابتها وعكة مفاجئة، ألزمتها الفراش.
لذلك فمن حق بائع المعقودة أن يجاهد في النساء بمنع كراسيه عن أردافهن أسوة بالسلف الصالح والخلف التالف.

2- شبيبة الما والزغاريت

في أول خروج له بعد موقعة تعنيف الأساتذة المتدربين، تطوع عبد الإله بنكيران للعب دور الأخرس في زفة المخزن. فعلها اليوسفي قبله أمام انتكاسات حقوقية مماثلة (سلخ المعطلين وسحلهم في الشارع) لكنها لم تنفع كرصيد استباقي في “صندوق ادخار المخزن” عند الحاجة. وقتها كانت قطاعات اتحادية شبيبية ونقابية أول من خذل ربان التناوب خلال هذه المحن حتى بدا خلال فترة من ولايته معزولا تماما.
ما أسعد بنكيران بشبيبته وكتائبها الإلكترونية المغردة والمزغردة في العالم الأزرق؛ فقد علا صوتها المبرِّر المزمّر على أصوات الضحايا من الأساتذة المتدربين وعموم المتضامنين معهم. لكن، القاعدة تقول: “الزغراتات” كلما ارتفع صوتهن بحَّ سريعا وأصبن بالبكم، والصراخ يكون على قدر الألم والتقصيحة. السي بنكيران “رد البال لا تولي عندك شبيبة ديال “الزيازن.. والما والزغاريت”.

3- حقوق الإنسان بين مرتضى وزيان

“أي حد يقولي حقوق إنسان حضربه بالجزمة” هكذا صاح قبل شهور المحامي المثير للجدل مرتضى منصور منفعلا على شاشة فضائية مصرية. يوم الثلاثاء الماضي تم تنصيبه رئيسا للجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري الجديد. مرتضى، هو أحد رجالات الماريشال السيسي في الجبهة المدنية، وواحد من أشد المعادين لثورة يناير حيث، كان مطاردا من القضاء خلال الشهور التي أعقبتها على خلفية تورطه المباشر في “موقعة الجمل” التي قتّل فيها المصريون المحتجون المطالبون بإسقاط حسني مبارك.
مرتضى الذي دخل برلمان السيسي نائبا بمعية ابنه احمد، يعتبر منظمات حقوق الإنسان المحلية “حوانيت عمِيلة للغرب للتآمر على مصر”، لذلك لا يذّخر جهدا في تحريض النظام والشعب ضد الحقوقيين وشباب الثورة..
مرتضى، يتسلم اليوم اللجنة الحقوقية بمجلس النواب، مثلما تسلم قبل شهور صديقه القاضي احمد الزند وزارة العدل رغم كل الاتهامات التي توجه له بالفساد: التلاعب في الأحكام و الإثراء غير المشروع…
نحن في المغرب سبقنا أرض الكنانة في هذا الأمر، فالحسن الثاني الذي صرّح بأنه قد يُعيِّن سائقه وزيرا، أسند، قبل أكثر من عقدين، مباشرة بعد فشل مفاوضات التناوب الأولى، حقيبة حقوق الإنسان لمحامي الحكومة محمد زيان.
تعيينٌ صدم كل النخب السياسية والشعبية وقتها لان صاحبنا كان (منوضها) تقريبا مع كل الطبقة السياسية والنقابية والحقوقية. مسلكٌ لم يتغير خلال فترة استوازره التي قاطعتها أحزاب المعارضة والجمعيات الحقوقية، إلى درجة أنه اجتمع مع وفد عن معتقلي تازمامارت السابقين، بعد أن جمد التعويضات المالية التي اتفقوا عليها مع سلفه عمر عزيمان، وقال لهم: “حمدوا الله لأنكم خرجتو من تازمامارت بالروح، وباراكا ما تطالبو بالتعويضات”!
تجربة حكومية ختمها زيان بسابقة الاستقالة من الحكومة حسب مزاعمه تموقفا من حملة التطهير البصرية منتصف التسعينات ..

4- “اللي عاطينا اختو يجي يأخذها”

لازال يفعلها بسكان الفايسبوك كما سماهم هو نفسه وبنكيران قبله، ساخرٌ مغمورٌ لا يعلم أحد من أين أتى، لكنه أتى يحمل مزاحه الذي يفسخ بيع السياسيين. مرةً يغنى ملحم بركات خلال جلسة للأسئلة الشفوية ببالبرلمان، وأخرى يستنشق سطرا من التنفيحة تحت القبة، وثالثة يندس في برامج حوارية محلية وأجنبية… براعته في المونتاج انطلت حتى على قنوات عربية محترمة ومواقع إخبارية رصينة سوَّقته دون كثير تمحيص كبرلماني حقيقي “خارج لها نيشان”.
خرجته الأخيرة التي ختمها بـ “اللي عاطينا اخته يجي يأخذها” تركت صدى غير طيب كما خطط لها باستفزاز مقصود فأججت رغم زيفها مطالب المنادين بإلغاء تقاعد البرلمانيين والوزراء. شكرا لك أيها الجندي المجهول مهما كانت أجندتك فرسالتك وصلت.

التعليقات على المعقودة الجهادية وحقوق الإنسان بين مرتضى وزيان مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…